رغم اتفاق أهل الفن على القواعد العامة للموسيقى الموريتانية فإن هناك فروق موسيقية بسيطة بين منطقة وأخرى كتركيز بعض المناطق على عنصر موسيقي عن عنصر آخر، ويلاحظ ذلك أساسا في طول النفس في الصوت وشدة حصره في قصبة الرئة والحنجرة وفي طبيعة الأوتار لأنه كلما رق الوتر أمكن أداؤه لجميع الألوان (الطرق) بخلاف الوتر الغليظ. وهذا ما جعل أهل الفن يقسمون مدارس الموسيقى الموريتانية إلى ثلاث:
1- مدرسة الشرق (الحوض الشرقي والغربي): في هذه المنطقة يعتبر إتقان واستخدام وتحليل نغمات التيدينيت درجة كبيرة من الشرف ، وإن المتتبع لعزف المقامات في الطريقة الكحلاء في تيدينيت أحد مشاهير العزف هناك (سيدي أحمد ولد دندني) مثلا ستتكون لديه فكرة جيدة عن تقنية التيدينيت ويتأكد من أنها فن قابل للتذوق ويصعب الحفاظ على نقاوته .
2- مدرسة الوسط (تكانت ولبراكنه): إن المتتبع للحفلات الموسيقية في هذه المنطقة سيلاحظ في هذه الحفلات الموسيقية التركيز على العناصر المكملة ، لا على الموسيقى نفسها، كسير إيقاع الجلسة والتنظيم الداخلي للمقامات والتناوب والتداخل بين أصوات الحناجر البشرية وأنغام الآلات ، بل سيلاحظ هنا بوضوح خضوع الآلة الموسيقية للحنجرة البشرية وخاصة إذا كان الطريق المغنى فيه هو لبياظ.
3- مدرسة الغرب (اترارزة) تجمع هذه المدرسة بين التداخل القائم بين الحنجرة وأداءات الطريقة الزرقاء وهذا له دوره في التكامل مع المدرستين السابقتين.