انطلقت اليوم الأربعاء بنواكشوط، تحت الرعاية السامية للسيدة الأولى مريم بنت الداه، أعمال ملتقى تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية في المنطقة العربية.
ويهدف هذا الملتقى إلى المساهمة في خلق بيئة مناسبة لتنفيذ التزامات الدول العربية إزاء المرأة والسلام والأمن، ووضع إطار للتفكير والتبادل يجمع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين لرصد وتقييم مدى مشاركة النساء في العمل الجاري من أجل السلام العالمي.
وينظم هذا الملتقى، الذي يدوم يومي 28و29ديسمبر الجاري، من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الآلكسو”، بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة العمل الاجتماعي والطفولة والاسرة ومركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم .
وعلى هامش الملتقى، تم تقديم درع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للسيدة الأولى، تقديرا لجهودها في قضايا المرأة، تسلمته نيابة عنها معالي وزيرة العمل الاجتماعي، كما تم تقديم شهادات تكريم لبعض النساء السياسات والرائدات في مجال الأعمال، وعرض فلم وثائقي يعرف بمركز محيط .
وفي كلمة بالمناسبة أكد معالي وزير الثقافة و الشباب و الرياضة والعلاقات مع البرلمان السيد محمد ولد اسويدات، أن المرأة في موريتانيا تشكل أكثر من نصف المجتمع، وقد سجل التاريخ للمرأة الموريتانية أدوارا بارزة في تثقيف مجتمعها، فكانت معلمة وعالمة ومشاركة في حياة مجتمعها المعرفية والوظيفية كما تشكل دعامة استشراف المستقبل الذي لايمكن تحقيق الرفاه فيه دون تمكين المرأة وجعلها محور السياسات التنموية.
و أضاف أن التعاون الوثيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومركز محيط فيما يخص معالجة إشكالية تمكين المرأة العربية وتعزيز دورها القيادي من أجل السلام والتنمية المستدامة يتنزل في ظرف تتبوأ فيه المرأة مكانة محورية في السياسة العامة للحكومة لتجسيد البرنامج المجتمعي الطموح لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يركز في جله على حماية وإشراك وإنصاف المرأة.
وبدورها أكدت معالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة السيدة صفية بنت انتهاه، أن المرأة الموريتانية تشكل حوالي 52 من مجموع السكان ويحتل الاهتمام بقضاياها مكانة بارزة ضمن البرنامج المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية، وقد تجلى ذلك الاهتمام في السياسات والبرامج التنموية التي تعزز فرص المشاركة وآليات التمكين، وتقضي على مظاهر الغبن، مضيفة أن الملتقى يعتبر من مواضيع الساعة، فالمرأة نصف المجتمع ومربية النصف الآخر والسلام غاية كل الشعوب والمجتمعات والتنمية المستدامة.
وبدوره قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيد محمد ولد أعمر، إنه وبالرغم من المبادرات الدولية المتراكمة فإن عدد النساء اللواتي دخلن مجال تحقيق السّلم والأمن لا يزال ضعيفًا، ورغم كل المحاولات من أجل المضي بالمرأة إلى الأمام في هذا المجال فإن النتائج لا تزال متواضعة ودون المتوقع خاصة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أنه أصبح من الضروري اتخاذ تدابير خاصة على الصعيدين الوطني والإقليمي من أجل زيادة مستوى مشاركة المرأة في مجال العلاقات الدولية حتى يتسنى لها أن تسهم في الجهود المحلية والدولية المبذولة لضمان السلم العالمي،وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي .
ومن جانبها أعربت رئيسة مركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم السيدة مكفولة بنت آكاط ، أنهم تشرفو اليوم بكونهم شركاء للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم”الآلكسو” في تنظيم هذا الحدث الهام وهي ثقة وشراكة يعتزون بها ويعتبرونها نموذجا ناجحا وتجربة رائدة للتمكين الثقافي للمرأة .
وأشادت باهتمام حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، بهذا الملتقى من خلال رعاية ومواكبة عدد من أعضاء الحكومة لهذه النسخة من الملتقى، وما أحاطوها به من عناية واهتمام ينبئ عن عمق استيعاب مقتضيات البرنامج الاجتماعي والتنموي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
وفي ذات السياق أبرزت معالي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية السيدة حياة قطاط القرمازي ، أن جمهورية تونس ومنذ فترة عملت على أن يكون للمرأة دور أساسي في النهوض بالمجتمع وتعزيز مساهمتها في تحقيق التنمية بشكل عام بعد أن خصتها بإطار قانوني يُعتبر رائدا بالنسبة للدول العربية بإصدار مجلة الأحوال الشخصية بتاريخ 13 أغسطس 1956 وفرض إجبارية التعليم لجميع الأطفال فتيات وفتيان بدءا من سن السادسة.
أما ممثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية في موريتانيا، فقد أكد على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في السلام والتنمية المستدامة، مضيفا أن جهود برنامج الأمم المتحدة في موريتانيا في مجال تمكين المرأة تتمحور حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية وكذا ريادة المرأة من خلال مشاركتها في الحياة السياسية ودورها في السلم داخل المجتمع.
نشير إلى أنه تم تنظيم النسخة الأولى من هذا الملتقى خلال السنة الماضية تحت عنوان “تمكين المرأة العربية المبدعة”، والذي كان من مخرجاته إعلان نواكشوط حول تمكين النساء المبدعات.
جرى افتتاح الملتقى بحضور معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة لاليا كامرا، والأمين العام للجنة الوطنية للتربية، وممثلي السلطات الادارية والامنية بولاية نواكشوط الغربية وأعضاء البعثات الدبلوماسية من الدول العربية.