رغم قدمها وعراقة تاريخها لا يزال الكثيرون يجهلون تاريخها ويجهلون حتى مكانها؛ لا ينطبق هذا الوصف على المواطن العادي، بل إن مثقفينا وبعض من نخبتنا الوطنية ينطبق عليهم الوصف. الأمر الذى يدعو للأسف ويبعث على القلق، ويحمل دلائل سلبية لا تبشر بالشيء الكثير لتراثنا الذى هو ماضينا ورمز حضارتنا ومناط هويتنا ومكمن اختلافنا وتميزنا عن اللآخرين .
وفى هذا السياق تأتي هذه المحاضرة لتصوّر واقع المدينة ومعالمها الأثرية والجهود التي نبذلها بصفتنا مجتمعا مدنيا للحفاظ على هذا الكنز الثمين والماضي المجيد، ولتقدم الحلول والمقترحات لكشف الحجاب ونفض الغبار عن هذه المدينة الأثرية التي لا تزال فى أذهان الكثيرين حلقة مفقودة .
لمحة تعريفية بالمدينة :
توجد مدينة كمبي صالح فى الجنوب الشرقي الموريتاني على بعد 65 كلم جنوب مقاطعة تمبدغة بولاية الحوض الشرقي، على ملتقى الطرق بين تمبدغة وبوسطيلة ، وتمبدغة النوارة بجمهورية مالي المجاورة .
وتتشكل كمبي صالح اليوم من مدينتين قديمة وحديثة .
وقد تأسست المدينة الجديدة سنة 1962 وهي الآن عاصمة لبلدية " كمبي صالح" ويقدر تعداد سكانها اليوم 3565 نسمة (أي 713 أسرة)
كما توجد بها مدرستين ابتدائيتن، محاضر قرآنية ونقطة صحية ومقر للبلدية وسوق اسبوعي يشكل مصدرا للتبادل التجاري بين عاصمة البلدية والقرى المجاورة لها .
ويعتمد سكان المدينة على التجارة والتنمية الحيوانية .
الحفريات الإكتشافية فى المدينة:
يقول الدكتور الناني والحسن : عندما سأل بونيير دي ميزير سكان ولاتة سة 1913 عن حاضرة غانا دلوه مباشرة على موقع المدينة فأجرى به حفريات هامة سنة 1914 وتلتها حملات أخرى لزيرتيك سنة 1939 وموني 1950 ـ 1951 وأخيرا سيرج روبير وقد تركت هذه الحفريات والإكتشافات أثرا إيجابيا على موقع المدينة ، فبينت أطلال المدينة الإسلامية وجامعها الكبير(الذى هو أكبر جامع موجود فى غرب إفريقيا )
وقصر الملك المحاذى للجامع وبعض هندستها المعمارية الفريدة من نوعها . هذا إضافة إلى شوارعها الممتدة .
جمعية الحفاظ على مدينة كمبي صالح :
تاسست الجمعية سنة 08/02/2001 وهي جمعية ثقافية مدنية تهدف إلى :
1 ـ صيانة الآثار التاريخية والمحافظة عليها من الضياع
2 ـ المساهمة فى إحياء التراث الوطني بصفنه جزءا لا يتجزء من الحضارة الموريتانية .
3 ـ توعية المواطن فى كمبي صالح بأهمية تراثه وقيمته الحضارية.
4ـ خلق مجال سياحي فى موريتانيا بوصفه بات مصدرا اقتصاديا .
5 ـ تشجيع السكان من خلال العائدات التي تدرها الجمعية
6 ـ خلق فرص عمل للشباب فى المدينة
7 ـ دفع المسيرة التنموية إلى الأمام .
نشاطات الجمعية :
لقد قامت الجمعية بالكثير من الأنشطة خدمة للتراث الوطني بشكل عام وسنقصر الحديث هنا على نشاط الجمعية فى مدينة كمبي صالح والمتمثل في :
ـ حماية تراث المدينة من النهب الذى كان يتعرض له
ـ محاربة سرقة الآثار وتوقيف الجناة .
ـ توقيف الحملات التخريبية التي يتعرض الموقع الأثري فى كثير من الأحيان .
ـ تنطيم حملات تشارك فيها جميع الساكنة لجمع القطع الأثرية التي كانت قد وقعت بيد البعض .
ـ تنظيم حملات تنظيفية خاصة بالموقع الأثري .
ـ البحث عن تاريخ المدينة واكتشاف معالمها الأمر أدى إلى تحقيق مجموعة من الإنجازات نجمل أهمها فيما يلي :
ـ أعداد بحث قيد الإنجاز تحت عنوان " كمبي صالح بين الماضي والحاضر"
ـ اكتشاف المقبرة الإسلامية المعروف محليا بمقبرة الصحبي:
وهي عبارة عن مقبرة محصنة بسورين، وبها الكثير من النقوش على الصخور ويتوسطها ضريح الشيخ الكبير، الذى تسمى المقبرة باسمه . والأبار المحاذي لها والمدينة الجديدة . ولهذا الضريح الكثير من الأساطير والروايات عند سكان المدينة. وهناك روايات تاريخية تقول بأنه هو من بني قصر كمبي صالح ( المدينة الإسلامية 510) وهو جد شرفاء بني صالح ويسمى بالهلال الديمشقي ويسمى عند البولار ب" إيل" ومكان حديقته معروف حاليا. وعلى كل حال فهو مزار كبير لسكان المدينة وزوارها.
ـ اكتشاف الغابة المعروف محليا بوداي أمنا عيشه:
فهى مكان مقدس كانت تمارس فيه جميع الطقوس الوثنية التي منها :
1 محيط الثعبان المقدس المعروف الوقدو بيدا وأشكال القرابين التي تقام له
2 ـ العريش الذي تعد به وتحضر الأرواح لتحصين الإمبراطور الجديد
3 ـ مكونات الغابة الشجرية والنباتية توظيفا فى تحضير الوصفات الطبية والسحرية خدمة لهيبة السلالة المالكة.
4 ـ تحديد ابعاد الغابة وإبعاد الآخرين منها وعدم السماح لهم بالولوج إليها . وهذه الغابة هي الغابة التاريخية التي كانت تفصل بين المدينة الاسلامية ومدينة الملك الوثنية وتقع على بعد 6 كلم شمالا من المدينة .
وتبعد من المدينة الوثنية 11 كلم غربا .
ـ اكتشاف المقبرة الأثرية المعروف محليا باتويديمة .
ـ أكتشاف المقبرة المحصنة:
ـ اكتشاف برج المراقبة :
اكتشاف أسوار المدينة :
اكتشاف مواقع إضافية
1 ـ كمبي جفي
2 ـ فتيل
3 قنت
4 مناجم الذهب
سبل تنمية المدينة :
تحتاج المدينة بشكل عاجل إلى تدخل الدولة فى مجالات عديدة مثل :
تزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب
تزويد بالإنارة الكهربائيبة
تطوير النقطة الصحية إلى مستوصف صحي
إصلاح وترميم المدراس الإبتدائية الموجودة وإضافة ثانوية جديدة.
بناء سدود لمساعدة المزارعين وخلق نشاط زراعي فى المدينة .
خلق بنية تحتية سياحية توفر الراحة والإستجمام للزوار والباحثين والمهتمين بتراث المدينة.
إيجاد مشاريع تنموية مدرة للدخل لدعم شباب المدينة وحثهم على الإنتاج وعدم الهجرة إلى الخارج .
توصيات وحلول :
ـ حماية مساحة الموقع حدود سنة 2008
ـ حماية برج المراقبة
ـ حماية المقبرة الأثرية
ـ عنونة المعالم بلوحات عند مدخل كل معلم
ـ بناء مكتب للإستقبال والإرشاد والتوجيه والحراسة .
ـ ترميم الجامع الكبير والقصر
ـ ترميم سور المدينة الأول
ترميم أسوار المقبرة الإسلامية
ترميم اسوار المقبرة المحصنة
ترميم برج المراقبة .
ـ القيام بحفريات معمقة داخل الموقع وبعض المعالم الأثرية
ـ إنشاء متحف مكون من مخزن للقطع الأثرية وقاعة للعرض
الحسين ولد ابوي ولد أباه / رئيس جمعية الحفاظ على مدينة كمبي صالح