المختار ولد حامد أو ابن خلدون موريتانيا كما يلقب هو مؤرخ وعالم وشاعر موريتاني، ملأ الأرض وشغل الناس في زمانه. يعتبر المختار ولد حامد حفيد محنض باب بن اعبيد الشمشوي الديماني، ولد سنة 1315 هـ / 1898م [1] بمنطقة اتْوَيْرجه في إگيدي ولاية الترارزة . وتلقى تعليمه الأول حيث حفظ القرآن على يد والده العالم الجليل حامدٌ كما اتقن على يده علومه من رسم وتجويد وهو دون سن العاشرة, ثم التحق بمحظرة عمه باركلل بن محمذن بن محنض باب بن اعبيد حيث درس فيها ألفية ابن مالك، وفي سنة 1912 م [2] التحق بمدرسة المذرذرة قضى فيها ثلاثة سنوات بعدها ذهب إلى محظرة اهل محمد سالم. وفي سنة 1934 م شد الرحال إلى السنغال وتحديدا إلى مدينتي كولخ وداكار حيث مارس التجارة ردحا من الزمن وفي هذه الأخيرة قابل المختار لأول مرة عربا من المشرق العربي تجارا من لبنان وسوريا حيث كانت له مساجلات شعرية ونثرية معهم وقابل هناك لأول مرة الأديب والشاعر المهجري اللبناني محمد يوسف مقلد حيث كانوا يسألونه عن أخبار موريتانيا وعن أحوال اهلها وعن الشعراء الموريتانيين ,حيث كان السجال الأدبي بينه وبين المثقفين من أبناء الجالية اللبنانية والسورية يشكل فضاء أدبيا وثقافيا. وقد اقترح عليه هؤلاء – الذين أعجبوا بمعارف شنقيطية كانوا يجهلون عنها الكثير – أن يعرف العالم العربي والإسلامي بهذا البلد إشعاعا وحضارة، ومن هناك نشأت فكرة تلك الموسوعة,كما روى ذلك الأستاذ والباحث الراحل محمد المصطفي ولد الندي والذي عمل إلى جانب صاحب الترجمة في المعهد الموريتاني للبحث العلمي . وكانت هذي هي البداية التي جعلته يفكر في التأليف عن تاريخ موريتانيا وعن أخبارها فكانت موسوعته الشهيرة والمعروفة بحياة موريتانيا. وفي سنة 1943 رجع المختار إلى البلاد منتدبا وقتها ليكون أستاذا لعلوم العربية في مدينة أطار شمال موريتانيا، عقب ذلك عمل أستاذا للتاريخ في معهد أبي تلميت قبل أن يعين سنة 1958 مستشارا ثقافيا لرئيس حكومة موريتانيا في عهد الحكم الذاتي وبعدها في نفس المنصب إبان عهد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية عقب الاستقلال. وقد شارك المختار في صياغة أول دستور موريتاني. وفي سنة 1967 عمل مستشارا وباحثا في التاريخ بوزارة الثقافة وكان وقتها قد وصل إلى التقاعد رسميا لكنه باشر المهمة واستمر في العمل. عندما زاد المختار على الثمانين قرر التقاعد النهائي وترك نسخة من موسوعته وأعماله التاريخية وديعة لدى المعهد الموريتاني للبحث العلمي ونسخة لدى أسرته وترك سكرتيره الخاص المرحوم المصطفى ولد الندى يتولى الإشراف عليها تحت رعاية لجنة من المسئولين والمثقفين والباحثين الوطنيين، وبمعرفة وحضور ممثل عن أسرة المؤلف. واختار المختار أن تكون مدينة الرسول صلى عليه وسلم داهر التي يقضي فيه باقي عمره، فانتقل إليها سنة 1982 حيث حظي بإقامة ممنوحة من طرف ملك المملكة العربية السعودية خالد بن عبد العزيز وبقي هناك حتى توفي رحمة الله عليه سنة 1993 مؤلفاته موسوعة حياة موريتانيا - الدار العربية للكتاب - تونس 1990: قضى المختار ولد حامدن خمسين سنة في إعداد هذه الموسوعة وقد وصلت إلى 41 جزءا كلفته الكثير من الرحلات والأسفار داخل الوطن. وفضلا عن السنغال وما يوجد فيه من أرشيف فقد استقل الطائرة مرتين إلى فرنسا وكان ملما بالفرنسية إلماما جيدا فاطلع على ما هنالك من وثائق وإرشيفات، وسافر إلى المغرب وسهلت له الجهات الرسمية في المغرب وصوله إلى الكثير من المخطوطات والأرشيف. وتقع هذه الموسوعة في سبعة مجلدات وتنقسم إلى ثلاثة اقسام, الحياة السياسية والحياة الثقافية والحياة الاجتماعية ،. معجم اللهجة الزناقية وهي لهجية شبه منقرضة كان السكان الأصليون لموريتانيا يتكلمونها. حياة موريتانيا.. حوادث السنين.. أربعة قرون من تاريخ موريتانيا وجوارها-دار الكتب الوطنية في هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة معجم للمؤلفين الشناقطة أنظام فقهية عدة بحوث تاريخية لصالح المعهد الفرنسي لإفريقيا الغربية. أشعار غزيرة ومتنوعة الأغراض
مراجع
ترجمة المختار في مقدمة كتابه حياة موريتانيا المطبوع سنة 2009م وقد تكررت تلك الترجمة في الأجزاء الثلاثة التي صدرت من الطبعة محمد المصطفى ولد الندى: دور المحاضر في موريتانيا - المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - نواكشوط