أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، رفقة والي الحوض الغربي السيد احمدا مامادو كلي، الليلة البارحة في مدينة لعيون، على انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث .
ويسعى القائمون على تنظيم مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث، الذي يدوم ثلاثة أيام، إلى إحياء واستحضار محطات ناصعة من تاريخ وثقافة المنطقة وحضارتها المفعمة بقيم التعايش السلمي الذي يستمد متانته وديمومته من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، إضافة إلى التعريف بالآفاق السياحية الواعدة للمنطقة، حيث تعرف منطقة لعيون بتضاريسها التي تتناغم فيها المرتفعات الجبلية بالكثبان الرملية الذهبية انطلاقا من مرتفعات أفله غربا إلى منطقة “مكف لعيون” مرورا ب”تنببه” و”المخروكات” و”اعليب الفران”، ومن الناحية الجنوبية “جوف ترني”، ومن الغرب “أم اكريه” و”البرباره” والقائمة تطول، وماتمثله تلك اللوحات المتناسقة من عناصر جذب لعشاق السياحة الخريفية .
وأشاد معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، في كلمة له بالمناسبة، بالدور الفعال الذي لعبته الأجيال المتعاقبة على هذه الربوع في مجال ترسيخ قيم الوحدة والتآخي وبناء وطن قوي وموحد من خلال مساهمة المؤسسين في إرساء المدرسة الوطنية والمعلمين القدامى والحرفيين المهرة الذين ساهموا في عمارة وتأسيس هذه المدينة، وشكلوا بتآخيهم وتلاحمهم أنموذجا يحتذى في ترسيخ مفهوم المواطنة السليمة.
وأضاف أن مدينة لعيون تأسست من أول يوم على التنوع، وساهمت في بناء قيم المواطنة وتكريس المستقبل الواعد للأمة، مبرزا جمال الطبيعة التي حباها الله بها والتي لعبت دورا أساسيا في إعطاء المدينة طابعا مدنيا قبل التمدن.
وأوضح معالي الوزير أن تذويب الفوارق وتحييد الصور النمطية والتراتبية الاجتماعية يتقاطع بشكل جلي مع توجهات صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي عبر عنها في خطابات وادان وجوَل وأسسها باطلاق مجتمع تآزر والمدرسة الجمهورية، داعيا إلى تكريس المهرجان لترسيخ هذه القيم التي عليها تأسست المدينة ومنها استمدت تميزها، مشيدا بالعناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للفنون حيث تم إنشاء معهد وجائزة للفنون.
وتعهد معاليه بإعطاء العناية اللازمة للمدن التاريخية في الولاية ودعم جميع الأنشطة الثقافية والفنية التي من شأنها أن تساهم في التعريف بهذه المنطقة ومقدراتها التنموية والثقافية من جهته ثمن رئيس جهة الحوض الغربي السيد جمال ولد محمد العناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للثقافة وتطوير الفنون، مطالبا بإعطاء المدن التاريخية في الحوض الغربي العناية اللازمة كباقي المدن التاريخية.
بدوره رحب عمدة بلدية لعيون السيد سيد محمد ولد البكاي، باسم ساكنة لعيون، بالحضور الذي يعبر عن أهمية هذا المهرجان الثقافي الكبير، مطالبا بالمزيد من الدعم لهذه الأنشطة التي تساهم بشكل كبير في التعريف بهذه المدينة الجميلة.
كما عبر رئيس المهرجان السيد المختار ولد لغويزي عن ارتياحه لمستوى الحضور الذي عبر عن نجاح المهرجان في نسخه الماضية.
وأشاد بالعناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للشباب، حيث استحدث وزارة خاصة لتمكين الشباب ورفع مستواها البروتوكولي، مؤكدا استمراره في كل ما من شأنه المساهمة في الرفع من مستوى الدورة الاقتصادية المحلية.
وتتضمن يوميات المهرجان تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية من أبرزها محاضرات وندوات فكرية تسلط الضوء على عطاء علماء وأدباء المنطقة الذين شاركوا بإسهامات علمية كبيرة ظلت بصماتها واضحة في تاريخ موريتانيا إلى اليوم، إضافة إلى تنظيم سهرات فنية وألعاب فولكلورية ومسابقات في مجالات متعددة. وسينظم المشرفون على المهرجان يوما زراعيا ويوما صحيا تقدم فيه استشارات وعلاجات مجانية .
حضر انطلاق التظاهرة حكام مقاطعات الولاية وبعض الدبلوماسيين المعتمدين في بلادنا وأطر وزارة الثقافة وقادة الوحدات العسكرية والأمنية في الولاية وجمهور غفير