أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، اليوم الإثنين بمقر مجلس اللسان العربي في نواكشوط على افتتاح ندوة منظمة بالتعاون بين اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والمجلس بمناسبة الاحتفال بيوم المخطوط العربي تحت شعار المخطوط العربي في موريتانيا والجوار الإفريقي.
وتهدف هذه الندوة إلى زيادة الوعي حول المخطوطات العربية التي تعد إحدى أهم كنوز التراث العربي والإسلامي، لكونها إرثا علميا وثقافيا حفظ صفحات مشرقة من تاريخ الفكر الإنساني.
وشهدت الندوة الاحتفالية تقديم عدة محاضرات تناولت المخطوطات العربية الواقع والآفاق والمخطوطات الموريتانية وجوارها الإفريقي “ولاتة وتنبكتو نموذجا” إضافة إلى المخطوطات العربية في إفريقيا “مالي نموذجا”.
وقال معالي الوزير في كلمة له بالمناسبة، إن المكتبات الموريتانية تزخر بآلاف المخطوطات التي تتناول مختلف العلوم والمعارف لتشهد على صلة هذه الأرض بالدرس والبحث والتحصيل، منها
ما حقق ومنها ما لم يستنطق بعد رغم ما يحتوي عليه من المعارف تمكن الباحثين من ثراء المحتوى.
وأضاف أن المخطوطات العربية ليست وثائق قديمة، بل هي سجل حي لإبداع أمتنا، حيث نجد فيها عصارة فكر العلماء والمفكرين الذين ساهموا في بناء هذا السمت العالم الذي تتصف به شنقيط وأخواتها وهذا الصورة العالمة، إن هذه المخطوطات لأكبر شاهد على عظمة أجدادنا الذين سعوا إلى المعرفة، ووثّقوا يوميات بحثهم بدقة وعناية، فكانوا روادا لنهضة علمية في المنطقة.
وأشار إلى أن حفظ وتثمين المخطوطات ليست مسؤولية الباحثين والمتخصصين وحدهم، بل هي مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والأكاديمية والثقافية، من أجل العناية بهذه الكنوز وصيانتها ورقمنتها، وجعلها في متناول الأجيال القادمة، لكي تستمر في أداء دورها في نشر العلم والمعرفة وتوثيق العلاقة بالهوية الثقافية وتنمية ثقافة الاعتزاز بالتراث الحضاري.
وبدوره بين الأمين العام للجنة الوطنية للترابية والثقافة والعلوم، السيد محمد سيدي عبد الله، أن تنوع المواضيع التي تتناولها المخطوطات في بلادنا والإقليم الإفريقي المجاور أكبر دليل على عظمة الدرس العلمي في هذه المنطقة وخير موجه إلى تحقيق هذه الكنوز المعرفية التي تملأ المكتبات والبيوت في مختلف أنحاء بلادنا.
بين أن حضور الندوة اليوم يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به التراث الثقافي بشكل عام والمخطوطات العربية على وجه الخصوص من اهتمام يعد حافزا للمهتمين والباحثين على مواصلة جهودهم من أجل الحفاظ عليه من خلال تعاون مع القطاعات المعنية بالشأن الثقافي محليا ودوليا.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس اللسان العربي، السيد الخليل النحوي، أن الكتابة شكلت لحظة تحول فارقة في تاريخ البشرية، إذ فتحت أمام الإنسان آفاقًا واسعة للتعبير والتوثيق والتفكير. ومع بزوغ الإسلام، ترسخت ثقافة الخط والحرف، وازدادت مكانة الكتابة رفعةً وسموًا، إذ تحدّث القرآن الكريم عنها حديثًا واضحًا يُبرز أهميتها، كما في قوله تعالى: “كُتِبَ عليكم الصيام”، دلالة على ارتباط الكتابة بالشأن الحتمي والتكليف الإلهي.
وأضاف أن الخط العربي حظي في المجال الإفريقي والعربي بمكانة مميزة، نابعة من تقدير هذه الشعوب لكنوزها الثقافية والدينية. وفي موريتانيا، تجلت هذه العناية في اللوح والمخطوط، اللذين كان لهما حضور راسخ في منظومتنا التعليمية والثقافية. ولا تزال مكتباتنا العتيقة تحتفظ بمخطوطات نادرة، تعكس عمق الإرث الحضاري والمعرفي الذي تزخر به البلاد.
وفي اعقاب الندوة تجول معالي الوزير والوفد المرافق له في أجنحة معرض المخطوطات الوطنية الذي ضم جناحا ضم نماذج من المخطوطات الوطنية المكتوبة باللغات المحلية، ليختتم زيارته بتسلم لوحتين كتبتا بخط المصحف الوطني كنموذج من الخط الموريتاني المعتمد رسميا.
حضر افتتاح الندوة مدير المخطوطات العربية و ومدير معهد احمد باب التنبكتي وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي في البلد