دار السينمائيين هي مؤسسة تهتم بترقية السينما في موريتانيا أسسها سنة 2002 المخرج الموريتاني عبد الرحمن أحمد سالم، وتنظم مهرجان سينمائيا عالميا كل سنة هو مهرجان "الأسبوع الوطني للفلم" ويستضيف مخرجين من مختلف أرجاء المعمورة وتعيش العاصمة نواكشوط على وقع الحدث أسبوعا من الاحتفاء بالسينما والسينمائيين موريتانيين كانوا أو أفارقة أو عربا أو عالميين.
كانت بداية عبد الرحمن مع السينما من خلال "المدرسة الدولية للسمعيات البصرية والإخراج" بالعاصمة الفرنسية باريس، هناك أخذ تقنيات الصناعة السينمائية، من كتابة السيناريو وحتى عرض الفلم، مرورا بالتقطيع الفني والتصوير الرقمي والمونتاج والصوت والضوء والإخراج.. إلخ، ثم عاد إلى أرض الوطن ـ خلافا لكل المتخصصين في هذا الميدان الذين استقروا في أوروبا ـ وانشأ "دار السينمائيين"، وبعد أن قام بسلسة من الدورات التكوينية لشباب يشاطروه نفس الفكرة استطاعت دار السينمائيين أن تكون مؤسسة بمفهوم الكلمة تمضي نحو تحقيق أهدافها التي هي في الأساس إيجاد ثقافة سينمائية في هذا البلد، وذلك من خلال مجموعة من البرامج ترتكز على مجالات التكوين من أجل إيجاد كادر بشري لتوسيع القاعدة، بواسطة تنظيم دورات تكوينية وورش تدريبية عامة حول الصناعة السينمائية بشكل عام أو متخصصة كورشات في الكاميرا أو المونتاج أو الكتابة السينمائية بشرف عليها متخصصون موريتانيون وأجانب. ثم البث وذلك بتوفير بديل لدور العرض التي اختفت بالتركيز على عرض افلام ملتزمة تحمل أفكارا، وتسمو بأذهان الجمهور، إضافة إلى أفلام أخرى تحسيسية وتوجيهية وتثقيفية، ويتم استغلال الساحات العمومية في كبريات المدن لتنظيم عروض سينمائية منتظمة لأفلام لا تتاح للموريتانيين فرصة مشاهدتها على الفضائيات؛ وكذلك من خلال قافلة سينمائية هي "الشاشة الرحالة" التي تجوب طول البلاد وعرضها لعرض أفلام للبدو الرحل وقاطني الأرياف البعيدة، والذين ربما لم يشاهدوا في حياتهم صورة متحركة.
أخرج عبد الرحمن أحمد سالم مدير دار السينمائيين من إنتاج الدار عديد الأفلام الوثائقية والروائية من بينها:
"نواكشوطي، 2005"، وثائقي يقدم بطاقة تعريف من زوايا خاصة لمدينة نواكشوط في يوبيلها الفضي؛
"رجل وخيمة وعلم، 2005"، وهو فلم وثائقي يتحدث عن بداية تأسيس موريتانيا الجديدة سنة 1960 مباشرة بعد الاستقلال حينما لم تكن هناك إلا خيمة مضروبة، وعلم قيد التخيل، ورجل هو أبو الأمة الموريتانية، أول رئيس لموريتانيا المختار ولد داداه؛
"جذور مشتركة2006"، فلم يعتمد على الموسيقى، ويسعى إلى اكتشاف أوجه الشبه بين الموسيقى الموريتانية والفلامينغو؛
"1 ، 2 ، 3 و4، 2008"، يحكي تجربة المخرج مع تعلم اللغة الفرنسية، في بلد عربي كان يوما ما مستعمرة فرنسية؛
"وادان تي في، 2008"، وهو ثمرة ورشة تدريبية أشرف عليها ولد احمد سالم في فرنسا لشباب فرنسيين وموريتانيين حول السينما؛
"تاكسي الديمقراطية، 2007"، فلم روائي يطرح للنقاش مفهوم الديمقراطية في العالم الثالث من خلال مجموعة من الركاب في حافلة نقل عمومية؛
"جمعيتنا، 2009" وثائقي عن البرلمان الموريتاني.
بينما كان عبد الرحمن أحمد سالم مساعد مخرج أول، أو مخرج منفذ في عديد الأفلام الطويلة والمتوسطة لعل من أبرزها فلم عبد الرحمن سيساغو الذي حقق نجاحات باهرة "في انتظار السعادة، 2002"، وفلم "من الرمل إلى الإسفلت،2009" للسيل موسيي وأفلام أخرى فرنسية وألمانية ونمساوية وبلجيكية تم تصويرها في موريتانيا.
كما اهتمت دار السينمائيين بإنتاج أفلام للشباب الموريتاني الطامح إلى ولوج عالم الفن السابع غير المتخصص، وذلك من خلال برنامج إنتاج وتكوين يسمى "هل تتكلم لغة الصورة؟" وهذا البرنامج السينمائي يهدف على اختيار أربعة عشر مشرعا لأفلام قصيرة لشباب هذه هي أفلامهم الأولى، ويتم إنتاجها على نفقة دار السينمائيين، بينما تكون إعادة كتابة المشروع، والتقطيع الفني للسيناريو، والتصوير والمونتاج لمختلف هذه الأفلام بمثابة ورش تكوين يستفيد منها هؤلاء الشباب في إنتاج أفلامهم المقبلة على الأقل بالنسبة للذين قرروا منهم أن يسلكوا هذا الدرب.
كما تسعى دار السينمائيين إلى حفظ تراث موريتانيا من خلال توثيق مختلف محطاته بالصوت والصورة، ذلك ما يعكف على تنفيذه مركز حفظ التراث السمعي البصري لموريتانيا "كناش" التابع لدار السينمائيين، الذي يحفظ ما مضى للحاضرين ويدون ما يجري لأجيال المستقبل.